سألتني صديقة: هل للكبرياء كبوة؟!
فأجبتُها: نعم..
قالت: وكيف ذاك؟
قلتُ: إذا كان صاحبه جـوَاداً..
ثم تساءلتُ :ماذا لو كانت مشاعرنا المضيئة والمظلمة .. تسير في نهج
واحد .. وخط لا يحيد .. منّسقة متّسقة؟
هل كانت ستزيد هالة الإضاءة.. لتغطي سواد الظلام؟
وهل كان سيجرؤ الظلام على الامتداد بأفقه الأسود مزاحما الهالة؟
هل مشاعرنا قابلة للتعليب ..؟
نتناول عبوة .. من الحب.. ونمزجها بجرعات من الكبرياء . . فيكون نتاج
الخليط: الحب المكابِر .. المجلِب في الغالب للفراق العاتـِب!!
عبوة أخرى:
ماذا لو تناولنا أقراصا من عبوة التجاهل..؟
أتراها ستُفلح الجرعات المتتالية لعلاجنا من وخز الضمير تجاه من
نتجاهلهم .. ونحن مرغمَون؟..
أم أن ثمة مشاعر أخرى لم تخضع لقانون التعليب والتحجيم..
أليس من نعم الله علينا تدفق المشاعر بتلقائية موزونة...؟
أوَ ليس كل ما نقع فيه - من سوء تفاهم وحقد أو إفراط في حب- هو نتاج
اختلاط الجرعات .. من عبوات لم نحسن تعبئتها وفق المقاييس الربانية..؟
لا أجزم .. لكني أؤمن أن النفس جُبلت على هذا الخلط .. كما عبّر عنه النص
القرآني العظيم:
(و أنه هو أضحك وأبكى)..
و لذلك تأتي مشاعرنا معلّبة تتناسب مع الزمان والمكان
والأشخاص.. ونحن من يتقن .. فتح العبوات وفق المقاسات المناسبة لكل
على حده ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق